أبطأ 10 حيوانات في العالم تعيش على اليابسة
أبطأ 10 حيوانات في العالم تفتح النافذة على طرق التكيف والبقاء التي تتبعها بعض المخلوقات. تتميز بكونها بطيئة الحركة لأن لديها معدلات أيض أقل، مما يوفر الطاقة خاصة في الموائل ذات الموارد المحدودة. وتستخدم استراتيجيات البقاء كالتمويه الحماية وتعويض افتقارها إلى السرعة. وقد طور البعض سمًا كآلية دفاع ضد التهديدات المحتملة.
في حين أن السرعة أمر بالغ الأهمية لبقاء العديد من الحيوانات، فإن الأنواع الأخرى تعيش بشكل أبطأ. تميل هذه المخلوقات إلى التحرك بوتيرة أكثر استرخاءً، مما يتحدى فكرة أن السرعة ضرورية دائمًا. حيث تعلمنا أن السرعة والحركة ليست دائمًا العامل الأهم في البقاء على قيد الحياة.
إذا كنت تتساءل عن أبطأ 10 حيوانات في العالم، فتابع قراءة هذا المقال. سنسلط الضوء على بعض أبطأ الحيوانات البرية، ونستكشف أنماط حياتها البطيئة.
1. الكسلان ثلاثي الأصابع
تقضي حيوانات الكسلان ثلاثي الأصابع أيامها في التسكع على الأشجار، وقضم أوراقها والنوم من 15 إلى 20 ساعة يوميًا. تعتبر إحدى أبطأ 10 حيوانات في العالم بأسره. حيث تتميز بسرعة بطيئة للغاية لدرجة أنها عندما تنزل إلى الأرض، فإنها تتحرك بسرعة 2.4 متر في الدقيقة فقط.
موطنها الأصلي هو أمريكا الوسطى والجنوبية. وللعلم فإن هذه الثدييات تُخصّص حوالي 10 بالمائة فقط من وقتها للحركة، وذلك بفضل عملية التمثيل الغذائي البطيئة للغاية التي تحرق حوالي 110 سعرة حرارية في اليوم.
تمتلك أرجلا خلفية ضعيفة ومخالبا طويلة، وهذا يجعلها صيدًا سهلاً للحيوانات المفترسة. مما يدفعها إلى قضاء معظم وقتها على قمم الأشجار. وهناك، يمكنها مضاعفة سرعتها إلى حوالي 15 قدمًا (4.6 مترًا) في الدقيقة.
كي تضمن حيوانات الكسلان ثلاثي الأصابع المزيد من الحماية من الحيوانات المفترسة، تتمتع برابطة تكافلية مع الفطريات والطحالب والعث، التي تعيش في فرائها وتعطي وبرها لونًا أخضر. يوفر اللون تمويهًا، ويوفر العث الغذاء للفطريات والطحالب، بينما توفر الفطريات والطحالب بدورها الغذاء للكسلان.
2. سلحفاة غالاباغوس العملاقة
تحمل سلحفاة غالاباغوس العملاقة Chelonoidis niger لقب أكبر أنواع السلاحف الحية، إذ يصل وزنها إلى 417 كيلوغرامًا. تعتبر واحدة من أبطأ 10 حيوانات في العالم التي تسكن اليابسة. وتتميز هذه الزواحف بطول العمر، حيث يتراوح عمرها من 100 إلى 150 عامًا.
نظرًا لحجمها الضخم وأصدافها الثقيلة، ومعدل التمثيل الغذائي الذي يتكيف مع الحفاظ على الطاقة، تتحرك السلاحف العملاقة ببطء شديد بسرعات منخفضة. تتراوح عادةً من 0.2 إلى 0.3 ميل في الساعة (0.3 إلى 0.5 كيلومتر في الساعة).
عادة ما تتجول سلاحف غالاباغوس العملاقة بين أماكن تناول الطعام في الصباح الباكر أو في وقت متأخر بعد الظهر، بينما تكرس بقية يومها لتناول الوجبات الخفيفة والراحة.
لكن وفقًا لبحث تم إجراؤه عام 2012، يمكن لذكور هذه السلاحف أن تتجول لمسافة تصل إلى 10 كيلومترات عبر المنحدرات البركانية للجزيرة. وذلك خلال مواسم الجفاف من أجل العثور على النباتات.
3. الكوالا
تندرج الكوالا ضمن قائمة أبطأ 10 حيوانات في العالم، حيث تمشي ببطء بسبب تكيفها المحدود مع التحرك على الأرض. كما تنام لمدة طويلة تصل إلى 20 ساعة متواصلة. وذلك بسبب نظامها الغذائي منخفض السعرات الحرارية، والكمية الهائلة من الطاقة اللازمة لهضم أوراق الكينا التي تأكلها.
لكن هذه الحيوانات التي تعيش في الأشجار، وموطنها الأصلي أستراليا، يمكنها أن تنطلق بسرعة إذا لزم الأمر. من الممكن أن تتحرك الكوالا بسرعة تصل إلى 30 كيلومترًا في الساعة عندما تشعر بالتهديد أو بوجود خطر يهدد حياتها.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد أظهرت دراسة أجريت عام 2019 عن حركات الكوالا، أنها تتحرك مثل الجرابيات الأخرى عندما تكون على الأرض، ولكنها تناور عبر الأشجار على غرار القرود.
اقرأ أيضا: أغرب العادات والتقاليد حول العالم حتما سيدهشك بعضها.
4. اللوريس البطيء
اللوريس البطيء Nycticebus يعيش في جنوب شرق آسيا، وهو من الرئيسيات السامة الوحيدة على الأرض. يعتبر واحدا من أبطأ 10 حيوانات في العالم التي تقطن اليابسة. وللعلم فإن هذه المخلوقات الليلية تمتلك غددًا تفرز سمومًا.
عندما يختلط السمّ مع لعابها، تؤدي إلى لدغة سامة، تتسبب في تفاعلات حساسية وألم لدى الحيوانات المفترسة المحتملة. يعد السم وسيلة دفاع ضرورية حيث يتحرك اللوريس بسرعة بطيئة تصل فقط إلى 1.9 كيلومتر في الساعة في مسكنه المتمثل في الأشجار.
ومع ذلك، من الممكن أن يقوم اللوريس البطيء الليلي بقطع مسافات تصل إلى ثمانية كيلومترات في ليلة واحدة. حيث يستطيع هذا الكائن أن يتحرك بسرعة عندما تكون الحشرات المفضلة لديه متواجدة في مكان قريب منه.
5. وحش جيلا
يمكن أن يصل طول وحش جيلا إلى حوالي 56 سم. وهو أبطأ سحلية على وجه الأرض، ويعد واحدا من أبطأ 10 حيوانات في العالم التي تعيش في البر. ويمكن التعرف عليها من خلال لونها الأسود والبرتقالي الوردي وقشورها الشبيهة بالخرز، والتي تساعد في التمويه في البيئة القاحلة التي تسكنها.
تقضي هذه المخلوقات معظم أيامها في الراحة تحت الأرض، فيتراكم لديها احتياطيات كبيرة من الدهون. في معظم الأوقات، تتعرض فقط للحيوانات المفترسة عندما تذهب للصيد على السطح. حيث يمكنها التحرك بسرعة قصوى تبلغ حوالي 1.6 إلى 2.4 كيلومتر في الساعة.
على الرغم من وتيرتها البطيئة نظرا لكونها إحدى أبطأ 10 حيوانات في العالم، فإن وحوش جيلا معروفة بعضتها القوية ولعابها السام. يمكن لهذه الزواحف أن تصطاد وتلتهم فريسة يصل حجمها إلى ثلث حجم جسمها.
اقرأ أيضا: 14 أغرب الحيوانات في العالم لم يسبق لك رؤيتها من قبل.
6. حلزون الحدائق
يندرج حلزون الحدائق Cornu aspersum ضمن قائمة أبطأ 10 حيوانات في العالم، حيث تبلغ سرعته القصوى حوالي متر واحد في الساعة. ويتحرك باستخدام طريقة فريدة تتضمن الانقباض العضلي لقدمه الواحدة الخالية من العظم.
وللعلم فإن الحلزون يفرز مخاطًا من أجل تسهيل طريقه نحو الأمام، وتقليل الاحتكاك بين جسمه والسطح الذي يتحرك عليه. مما يسمح له بالتحرك بسرعة متوسطة تبلغ حوالي 0.03 ميل في الساعة (0.048 كيلومتر في الساعة).
ومع ذلك، أظهرت دراسة أجريت عام 2013 في جامعة إكستر في إنجلترا، والتي سجلت تحركات 450 حلزونًا في الحديقة باستخدام مصابيح LED والطلاء بالأشعة فوق البنفسجية، أنه يمكنها في بعض الأحيان زيادة وتيرتها إلى حوالي 3.2 قدم في الساعة (متر واحد).
يتحرك الحلزون لمسافات تصل إلى 25 مترًا خلال 24 ساعة، ويبحث عن مناطق للمأوى، مثل العشب الطويل أو الأشجار وما إلى ذلك. كما تتحرك القواقع في قوافل، مستفيدة من مخاط القواقع الأخرى للحفاظ على الطاقة. ويعتقد أن الحلزون قد يستخدم حوالي 30% من طاقته في إنتاج المخاط وحده.
7. بزاقة الموز: أبطأ 10 حيوانات في العالم
يُسمى هذا الكائن الحي بزاقة الموز بسبب تشابهه مع الموز الناضج. يعود موطنه الأصلي لأرضيات الغابات الرطبة في حزام الغابات الصنوبرية المطيرة في أمريكا الشمالية في المحيط الهادئ. يعد واحدا من أبطأ 10 حيوانات في العالم بأسره.
تتحرك بزاقة الموز مثل حلزون الحديقة عن طريق تقليص وإرخاء قدمها العضلية. وهذا من شأنه أن يولد حركة تدفعها ببطء إلى الأمام. تبلغ سرعتها القصوى حوالي 6.5 بوصة في الدقيقة. ولكنها تفتقر إلى القشرة الواقية، مما يجعلها مصدرًا غذائيًا سهلاً على ما يبدو.
كي تتمكن بزاقة الموز بطيئة الحركة من ردع التهديدات المحتملة وحماية نفسها من المخاطر، تنتج مخاطًا سميكًا ولزجًا يُعتقد أنه يحتوي على مواد كيميائية طاردة للحيوانات المفترسة.
اقرأ أيضا: أغرب 10 مخلوقات عملاقة على الأرض يجب أن تعرفها.
8. طائر الخشب
يمكن اعتبار التنقل بسرعة حوالي 46 كيلومترًا في الساعة سريعًا نسبيًا مقارنة بالحيوانات الأخرى بطيئة الحركة. ولكن عند الحديث عن الطيور، يمكن لأنواع مثل صقر الشاهين Falco peregrinus أن تصل سرعتها إلى 320 كيلومترًا في الساعة.
وبالتالي هكذا يبدو أن طائر الخشب الأمريكي Scolopax minor بطيء بشكل ملحوظ. فهو يندرج ضمن قائمة أبطأ 10 حيوانات في العالم بأكمله. كما أنه حصل على أقل سرعة طيران مسجلة بين الطيور.
ففي الطيران في الجو، يمكن لذكور طائر الخشب أن ترفرف بسرعة ثمانية كيلومترات فقط في الساعة. وبفضل أجسامها الصغيرة والمكتنزة، تقضي هذه الطيور معظم وقتها على الأرض في موائل الغابات الكثيفة، حيث يوفر ريشها البني والرمادي تمويهًا فعالاً.
9. تنين كومودو
تعد تنانين كومودو Varanus komodoensis أكبر أنواع السحالي في العالم. غير أنها واحدة من أبطأ 10 حيوانات في العالم. وهي تعيش في جزر كومودو ورينكا وفلوريس وجيلي موتانج الإندونيسية.
على الرغم من قدرتها على الركض في دفعات قصيرة تصل إلى 20 كيلومترًا في الساعة، إلا أن هذه الحيوانات المفترسة تفضل قضاء ساعات في مكان واحد. وتنتظر بصبر شن هجوم على فريستها عندما تأتي وجبة لذيذة في طريقها.
يمكن أن تتراوح سرعة تنين كومودو من 16 إلى 20 كيلومترًا في الساعة لفترة وجيزة، وهذا ما يجعله أحد أبطأ 10 حيوانات في العالم. أما عند مواجهة الخطر، يمكن لهذا الحيوان أن يتقيأ محتويات معدته، مما يقلل من وزنه ويضمن هروبًا أسرع.
اقرأ أيضا: أهم 12 معلومات عن الحيوانات ربما لم تكن تعرفها.
10. أبوسوم فرجينيا
على الرغم من قدرة أبوسوم فيرجينيا Didelphis virginiana على التسلق والسباحة، إلا أن هذا الكائن يفضل التجول ببطء على الأرض. وهو يعتبر واحدا من أبطأ 10 حيوانات في العالم التي تعيش على اليابسة.
يمشي بطريقة بطيئة متعرجة، حيث تصل سرعته القصوى إلى أربعة أميال فقط في الساعة. تتغذى هذه المخلوقات الليلية في مناطق قريبة من أوكارها ولكن يمكنها أحيانًا قطع مسافات تصل إلى ميلين بحثًا عن الطعام.
يبلغ حجم أبوسوم فيرجينيا تقريبًا حجم قطة منزلية. ونظرًا لأنها ليست سريعة بشكل خاص، فقد طورت تكتيكًا وطريقة ذكية وفريدة كي تتجنب الحيوانات المفترسة. حيث تتظاهر بالموت كي تحمي نفسها.
في ختام هذا المقال، نجد أن استكشاف أبطأ 10 حيوانات في العالم قد أثرى فهمنا للتنوع البيولوجي الرائع الذي يحيط بنا. من خلال النظر إلى هذه الكائنات الرائعة والبطيئة، ندرك أن البطء ليس عيبًا، بل قدرة تكيفية تمكن هذه الحيوانات من البقاء على قيد الحياة في بيئات متنوعة ومتغيرة.
إن استكشاف أسباب بطء هذه الحيوانات وآليات تأقلمها يثير الدهشة، ويجسد العجب الذي تتمتع به الحياة البرية. وبينما قد يكون البطء هو سمة مميزة لهذه الكائنات، فإنها تعكس أيضًا العديد من الدروس القيمة لنا كبشر حيال التكيف والصمود في وجه التحديات.
